مراجعة المدير المالي
المدير المالي
رغم الظروف العالمية الصعبة والتحديات العديدة لصناعة التعدين في هذا العام، إلا أن معادن حققت إنجازاتٍ استراتيجية وتشغيلية مهمة في 2023م، واضعةً بذلك أسساً قويةً لتحقيق النمو المستدام على المدى البعيد. وفي ظل التراجع السريع والكبير الذي شهدته أسعار السلع والمواد في هذا العام، والذي جاء في أعقاب المستويات المرتفعة غير المسبوقة في العام السابق، كان التوجه العام في قطاع التعدين مركزاً على الحد من الأضرار وتقليل الخسائر، فيما أظهرت معادن درجةً عاليةً من المرونة والانضباط والالتزام بواجباتها ومسؤولياتها، وحققت مستوياتٍ قياسيةٍ على مستوى الإنتاج والمبيعات.
وفي إطار التزام معادن بدعم تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ومواءمة أعمالها بالكامل معها، حددت الشركة ثلاثة مجالاتٍ رئيسةٍ للتركيز الاستراتيجي والاستثمار، وأنشأت لتحقيق هذه الغاية “إطار عمل تخصيص رأس المال” الذي يعد بمثابة خارطة طريق لأعمال الشركة، وتحدد هذه الخارطة الركائز الرئيسية لمعادن وهي، الالتزام تجاه المملكة العربية السعودية، والاستثمار في أصول التعدين العالمية، وتحقيق ميزانيةٍ عمومية قويةٍ لا يقتصر تركيزها على النمو على المدى البعيد وحسب، وإنما تحقق نتائج إيجابيةً كذلك على المدى القريب.
ثباتٌ راسخٌ في مواجهة التحديات التشغيلية
كان الأداء العام لوحدات أعمال معادن هذا العام قوياً، كما حقق الفوسفات معدلات إنتاجٍ سنوية قياسيةٍ جديدة، وعلى الرغم من ذلك كان الانخفاض شبه العالمي في أسعار المعادن والموارد المعدنية خارجاً عن سيطرة الشركة، مما أدى إلى انخفاضٍ في إجمالي الإيرادات بنسبة 27% لتنخفض إلى 29,272 مليون ريال سعودي.
وبناءً على ذلك، وكما حدث في صناعة التعدين على مستوى العالم، فقد انخفض صافي الأرباح مقارنةً بالعام 2022م إلى 1,577 مليون ريال، وقد تفاقم هذا الانخفاض نوعاً ما بسبب إغلاق الصيانة المؤقت لوحدات أعمال الألمنيوم والأمونيا. كما أدى انخفاض أسعار السلع، وزيادة تكاليف المواد الخام مجتمعان بالضرورة إلى خفض الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، والذي بلغ 9,264 مليون ريال سعودي بهامش ربحٍ بلغت نسبته 32%، وذلك مقارنةً بالعام الماضي الذي بلغ فيه 19,397 مليون ريال سعودي بهامش ربح نسبته 48%.
الدين وحقوق الملكية
تعد معادن أكبر شركة للتعدين والمعادن متعددة السلع في منطقة الشرق الأوسط، وواحدة من أقوى شركات التعدين العشر الكبرى على مستوى العالم بناءً على القيمة السوقية، وقد خفَّفت أعمال الشركة وعملياتها المتنوعة من آثار العديد من التقلبات السلبية في السوق، مما أدى إلى استقرارٍ أكبر على مستوى الدورة المالية. وتماشياً مع استراتيجية الشركة المتواصلة لتقليص المديونية، فقد كان لسداد الدين دورٌ كبيرٌ في تعزيز الميزانية العمومية لمعادن في عام 2023م، فقد تم تقليل صافي الدين بنسبة 12%، تمثلت في سداد مبلغٍ قياسيٍ قدره ثلاثة مليار ريال سعودي، أي ما يمثل تقريباً نسبة 8% من ديون شركة معادن، مما ساهم في تعزيز الدرجة الاستثمارية في التصنيفات الائتمانية الأولى الصادرة عن وكالتي التصنيف الائتماني “موديز، وفيتش”، حيث منحت وكالة “موديز” لشركة معادن تصنيفاً ائتمانياً طويل الأجل بدرجة (Baa1)، في حين منحتها وكالة “فيتش” تصنيفاً ائتمانياً بدرجة (+BBB) مع نظرةٍ مستقبليةٍ مستقرة. وظل معدل صافي الدين إلى الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك وإهلاك الدين منخفضاً عن التقديرات السابقة عند مستوى 3-2 أضعاف.
الأداء والتقدم
نفذت وحدات أعمال معادن نموذجاً تشغيليا جديداً هذا العام، مما ساهم في تسريع عملية اتخاذ القرار وخفض التكاليف، وقد تم ذلك بدعمٍ من برنامج التحول الذي تنتهجه معادن والذي يوحِّد الإجراءات على مستوى الشركة من خلال مجموعةٍ واحدةٍ من القيم والمعايير والأساليب والأنظمة.
آفاقٌ جديدة
في ضوء الإنجازات الاستثنائية التي حققتها معادن، ستواصل الشركة السعي لتحقيق أهدافٍ قياسيةٍ في إنتاج الذهب، والفوسفات، والأمونيا، مستفيدةً من تجاوز الطاقة التصميمية، والكميات الإضافية المرتقبة من المرحلة الأولى لمشروع فوسفات 3. وستتوسع الشركة إلى جانب ذلك بقوةٍ في نشاط الاستكشاف، وستعمل على زيادة حجم الإنتاج من منطقة موارد الذهب المحتملة المجاورة لمنجمي منصورة ومسرة، والتي تعد فرصةً واعدةً بإحداث تأثيرٍ كبير.
أثبتت معادن في عامٍ مليء بالتحديات أنها شركةٌ تركز على رؤيتها، وتتحرك وفقاً لرسالتها ومسؤوليتها، وأن لديها الموارد والاستراتيجيات التي تمنحها القدرة على تعزيز مكانتها في ساحة التعدين العالمية. وتواصل معادن كما هو الحال دائماً وضعَ رؤية المملكة 2030 في مقدمة عملياتها واستراتيجياتها للنجاح على المدى القريب والبعيد معاً، مُجدِّدةً التزامها بتطوير قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي.
الاستثمار الأولي
التصنيفات الائتمانية الأولى