
كلمة رئيس مجلس الإدارة

رئيس مجلس الإدارة
انطلاقًا من التزامنا الراسخ برعاية مرضانا وسكان المملكة عمومًا، سنواصل العمل على تقديم مستويات استثنائية من الخدمات الصّحّية على يد أفضل الأطباء المؤهلين، وباستخدام أحدث التقنيات المبتكرة. ونحرص على الارتقاء بمستوى خدماتنا لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا.
يشكل التزامنا بتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ورعاية المرضى ركيزةً أساسيةً لمؤسستنا، حيث تتماشى جهودنا الحثيثة مع التحوّل النوعي الذي يشهده قطاع الرعاية الصّحّية في المملكة. ويضم المستشفى نخبة من ألمع المختصّين وفرق الدعم، الذين يعملون على تحقيق هدف مشترك يتمثل في أداء دور محوري في تطوير خدمات الرعاية المُقدَّمة للأفراد والمجتمع عمومًا، مع التركيز على تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لقطاع الرعاية الصّحّية.
كما نمتلك إطار العمل الأمثل للمساهمة في دعم الرؤية من خلال اعتماد خارطة طريق شاملة لتحقيق النجاح كمؤسّسة مستقلّة ذات طبيعة خاصّة غير هادفة للرّبح تعتمد أعلى معايير الشفافية والمسؤولية والاستدامة المالية.
واصلنا سعينا خلال العام 2023م نحو تحقيق الأهداف التي حددناها لأنفسنا، وإرساء منهجية شاملة لبلوغ أهدافنا، مع الحرص على توفير رعاية صحية أكثر فاعلية للمرضى، وترسيخ حضورنا كمزوّد رائد لخدمات الرعاية الصّحّية على المستوى العالمي.
ندرك أن الرعاية الصّحّية - بطبيعتها - حق أساسي لمواطني المملكة، ويجب أن تكون متاحة لهم دومًا. وانطلاقًا من ذلك، فإننا نحظى بتقدير واسع على مستوى المنطقة بفضل التزامنا القوي بتقديم خدمات الرعاية الصّحّية، والذي تبلور على شكل زيادة مطّردة في أعداد المرضى الذين يرغبون في الاستفادة من خبراتنا الواسعة ومرافقنا المتطوّرة، حيث وصل عدد المرضى المنوَّمين إلى أكثر من 50,000 مريض في مستشفياتنا ومرافقنا الطّبّية خلال العام، كما بلغ عدد مرضى العيادات الخارجيّة أكثر من 1.9 مليون مريض. ولا تُعدّ هذه الإحصائيات مثيرة للإعجاب بحد ذاتها فحسب، وإنما تبرهن على التزامنا الراسخ بتعزيز صحة المجتمعات في المملكة.
وتواصل ابتكاراتنا المتميزة إحداث تأثيرات إيجابية متنامية على المرضى الذين نعالجهم وصحتهم على المدى الطويل، في حين تشكل أبحاثنا التي نجريها لمنفعة الناس حول العالم منصة بارزة لتعزيز نمو علوم الطب على المستوى العالمي. ويسهم التقدّم الذي أحرزناه خلال العام في مجالات الأورام وزراعة الأعضاء وعلوم الأعصاب والوراثة وغيرها في توفير علاجات جديدة فاعلة، فضلًا عن فتح المجال واسعًا أمام تحقيق منجزات طبية جديدة في المستقبل.
واستنادًا إلى بيئة عملنا الملهمة، يشكل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث منصّة رائدة تجمع تحت مظلتها أفضل المواهب الطّبّية الماهرة والأطباء الطموحين الذين يواكبون متطلبات المستقبل. وأدّت منهجيتنا القائمة على الاحترام والحماس والنزاهة إلى جعل المستشفى وجهة مفضّلة للعمل، توفّر لفرق عملنا الفرص والدافع القوي للتعلّم.
وتقديرًا لالتزام موظّفينا القوي تجاه المستشفى وتفانيهم في خدمة المرضى، فإننا نثمّن عاليًا مساهماتهم القيّمة في النجاح الذي نحقّقه. وبصرف النّظر عن موقع أي من موظّفينا، فإنّه يُشكّل عضوًا أساسيًا في عائلتنا الكبيرة، التي تَعُدُّ صحّتهم البدنيّة والذّهنيّة والعاطفيّة ذات أهميّة قصوى لسلامة مؤسّستنا.
وانطلاقًا من واجبنا كجهة عمل عادلة ومنصفة، فإننا نحرص على ضمان حصولهم على المكافآت تقديرًا لإنجازاتهم وتقديم المساعدة إليهم عندما يحتاجونها.
كما نلتزم بأداء واجباتنا على أكمل وجه تجاه مجتمعاتنا، حيث نزودها بخدمات الرعاية الصّحّية، ونحرص على مساعدة الفئات الأقل حظًّا من خلال مؤسّسة “وريف الخيريّة”، بما في ذلك تقديم العلاجات المجانية وجمع التبرعات والإسكان الخيري.
وبينما نسعى لتحقيق مستقبل مشرق لقطاع الرعاية الصّحّية في المملكة، فإننا نأخذ في الاعتبار إمكانيّة التركيز على الرّعاية الصّحّية طويلة الأجل، وخدمات إعادة التّأهيل، والرّعاية المنزليّة، بما يتماشى مع هدف رؤية السعودية 2030 المتمثل في زيادة متوسط العمر من 74 عامًا إلى 80 عامًا.
ولطالما تمثّل التّوجُّه الاستراتيجي للمستشفى في توقُّع أنماط الطّلب في قطاع الرعاية الصّحّية والاستجابة لها بسرعة ومرونة عالية. واستنادًا إلى حضورنا القوي كمزوّد رائد لخدمات الرّعاية الصّحّية في المنطقة؛ يضم نخبة من أفضل مرافق الأبحاث والتّطوير، فإننا نلتزم التزامًا راسخًا بتقديم أرقى مستويات الرّعاية إلى جميع المرضى دون استثناء.