أبرز ملامح الأداء

ارتفع صافي الدخل خلال عام 2020م بنسبة 9.5 % مقارنة بعام 2019م، ليصل إلى 1,984 مليون ريال سعودي. كما ارتفعت الإيرادات بنسبة 7% لتصل إلى 15,357 مليون ريال سعودي. من جهة أخرى، استمرت الضغوط الاقتصادية في مختلف أسواق دول مجلس التعاون الخليجي على مدار العام، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي لجائحة كوفيد - 19 ، والتي تواصل إحداث اضطراب في سلاسل التوريد وفي قطاع الأغذية والمشروبات ككل على مستوى العالم. نجح نموذج العمل التجاري الذي تتبناه شركة المراعي، والذي يمتاز بدرجة عالية من التكامل، في التخفيف من آثار التذبذب الناتج عن هذه الجائحة بشكل ملموس، حيث أثبتت الإجراءات والضوابط المتميزة التي نفذتها الشركة أهميتها في ضمان توفر كميات كافية تلبي الطلب الاستهلاكي.

شهد حجم المبيعات ارتفاعًا حادًا خلال المراحل المبكرة من الجائحة، نظرًا لإجراءات الإغلاق التي سارعت الحكومة السعودية بفرضها لضمان سلامة وعافية السكان. كما شهدت حركة التسوق في منافذ التجزئة ارتفاعًا ملحوظًا حيث سارع المستهلكون إلى تخزين كميات من المؤونة تحسبًا لاستمرار إجراءات الإغلاق لفترة طويلة، وبسبب حالة القلق التي سادت السوق بشكل عام. وقد أثبتت إجراءات شركة المراعي المتمثلة بالتحكم بسلسلة التوريد والتوزيع الاستراتيجي للمنتجات فعاليتها وضرورتها لإدارة التكاليف وضمان توفر الإمداد الكافي من المنتجات.

لقد قامت شركة المراعي بتعديل نهجها لضمان سلامة جميع موظفيها في ظل التحديات التي شهدتها السوق. في بداية الجائحة، تسببت القيود المفروضة على السفر في احتجاز 2,400 من زملائنا في شركة المراعي خارج المملكة فلم يتمكنوا من العودة كما لم يتمكنوا من مواصلة العمل قبل مسارعة الشركة في تنفيذ بروتوكولات العمل من المنزل. وسرعان ما قمنا باتخاذ الخطوات اللازمة لتسهيل عمل الموظفين عن بعد باستثناء العاملين في المصانع والمزارع، كما قمنا بتطبيق إجراءات إغلاق تام لكافة مواقع المزارع والإنتاج في خطوة هدفت لتقليل تعرض هذه المواقع للعالم الخارجي قدر الإمكان. وقد أتاحت هذه الإجراءات لفرق العمل الميداني مواصلة أعمالهم الهامة.

مستمرون بالوفاء

كان عام 2020 م عامًا استثنائيًا، تطلب منا استجابة استثنائية أيضًا، حيث أصبح التزام شركة المراعي تجاه العملاء والمستهلكين الذين يختارون منتجاتنا مرادفًا لالتزامها بتحقيق أعلى مستويات الجودة. ومع بدء انكماش الأسواق نتيجة انتشار الجائحة في أنحاء المنطقة، كان شعورنا بالواجب يحتّم علينا أن نساهم في تحقيق التوازن وضمان التخفيف من حالات نقص توفر الغذاء في المنطقة قدر الإمكان. وقد تم توظيف الإجراءات الداخلية المتميزة وإمكانيات التوزيع المتكاملة التي تتمتع بها شركة المراعي لتلبية الطلب في جميع أسواقنا الرئيسية.

لقد لمسنا جميعًا أثر التزامنا بتوفير أهم منتجاتنا. ففي البداية، شهدت شركة المراعي بعض الاضطراب في العمليات وسلسلة التوريد رافق تحولنا إلى ”الواقع الجديد“. وعلى الرغم من أننا في قطاع يُعد من القطاعات ”الدفاعية“، فإن ذلك لا يعني عدم تأثر الشركة بالظروف السائدة، حيث كان علينا استيراد كميات كبيرة من أعلاف المواشي وغيرها من المواد الخام، مما أدى إلى رفع التكاليف بشكل ملحوظ، وإن كان ارتفاعًا تمكنّا من استيعابه بفضل تحسين التدفق النقدي الحر الذي بلغ 2,830 مليون ريال سعودي. ومع عودة الحياة إلى مسارها، وإن كان بصورة جديدة تتماشى مع مستجدات الوضع، اتضّح لنا أن الإجراءات التي قمنا بتبنيها كجزء من إطار عمل الشركة على مدار السنوات الماضية بهدف تحسين المرونة، قد لعبت دورًا أساسيًا في دعم قدرتنا على مواصلة الإنتاجية خلال تلك الظروف الصعبة، والاستمرار في الوفاء ب “جودة تستحق الثقة”.

السلامة أولًا

يعمل لدى شركة المراعي أكثر من 41,000 موظف حول العالم، يقيم منهم أكثر من 27,000 موظف في مساكن الشركة إما في مواقع العمل أو قربها. وقد أدركنا منذ البداية أن الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي التام مع استمرار التواصل مع المحيط الخارجي سيكون أمرًا في غاية الصعوبة إذا ما أردنا مواصلة الإنتاج والحفاظ على التزامنا بتوفير منتجات ذات جودة عالية. لذا فقد اتخذت شركة المراعي قرار إغلاق مواقع الإنتاج بما يتيح للموظفين مواصلة عملهم كالمعتاد، بالتزامن مع طرح سلسلة من مبادرات التعقيم المتماشية مع قرارات الحكومة السعودية. وجاء ذلك كخطوات إضافية لتعزيز أنظمة وبروتوكولات سلامة الغذاء الشاملة المطبّقة أصلً لحماية المستهلكين. حيث كانت سلامة جميع الأطراف ذات المصلحة، وما تزال، في مقدمة أولوياتنا.

تماشيًا مع رؤية الحكومة الرامية لحماية الجمهور من تداعيات الجائحة، تم توفير مواد التعقيم والمنتجات المخصصة لاستخدام واحد في مختلف منشآت التصنيع والتوزيع التابعة لشركة المراعي. كما تم تخصيص غرف للحجر الصحي في إطار مبادرات فرضت بعض الصعوبات من حيث التكاليف، إلا أنها في نهاية المطاف ضرورية لتحقيق نتائج متميزة.

استراتيجية المراعي 2025م

نواصل التزامنا بتحقيق أهداف استراتيجية المراعي 2025م، مع التركيز على تحسين كفاءة رأس المال وتحول العمليات التجارية كأولويات تنفذها الشركة في إطار استجابتها لجائحة كوفيد - 19. نهدف خلال العام المقبل لمضاعفة جهود تعزيز قطاعات الأعمال الرئيسية نظرًا لانخفاض الدخل المتاح والتراجع الذي يتوقع أن يشهده قطاع السياحة في المملكة. إلا أننا مع ذلك نشعر بالرضى عن التقدم الذي تم إحرازه على مسار تحقيق أهداف الاستراتيجية الخمسية، كما نترقّب معاودة الأنشطة التجارية كالمعتاد بمجرد تعافي الاقتصاد وفق معايير جديدة تواكب مستجدات الوضع.

شكر وعرفان

أود أن أعبّر عن امتناني لفريق الإدارة العليا على ما قدّموه من دعم مستمر وتوجيهات حكيمة في ظل الظروف الصعبة التي شهدناها. كما أود أن أتقدم بعميق شكري وتقديري لمجلس الإدارة ومساهمينا الكرام، على دعمهم لنا خلال التحديات التي جلبها هذا العام. أود أن أشكر زملائي من مختلف أقسام الشركة، فهم الركيزة الأساسية التي تقوم عليها شركة المراعي. وأخيرًا، أعبر عن شكري للعملاء والمستهلكين الأعزاء، الذين وضعوا ثقتهم في قدرة شركتنا على تقديم منتجات غذائية عالية الجودة. يسرني أن أؤكد أننا كنا عند حسن ظنهم، وأننا سنواصل بإذن الله الوفاء بالتزامنا تجاههم.

أبرز ملامح الأداء

حققت شركة المراعي خلال عام 2020م إيرادات بقيمة 15,357 مليون ريال سعودي، وهو ما يعكس ارتفاعًا بنسبة 7.0% مقارنة بعام 2019م. ويُعزى نمو الإيرادات بشكل رئيسي إلى قطاعات منتجات الألبان طويلة الأجل ومنتجات الأغذية والدواجن، حيث سجّلت هذه القطاعات الثلاث ارتفاعًا ملموسًا في هذا العام. شهدت قنوات مبيعات التجزئة أداءً جيدًا، فيما تراجع أداء قطاع خدمات الأغذية نتيجة انتشار جائحة كوفيد - 19 في المملكة في مطلع العام. ورغم استمرار حالة التقلب منذ ذلك الحين، فقد بدأنا نشهد بوادر التعافي بالتزامن مع عودة انفتاح قطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي. ارتفع إجمالي الأرباح بنسبة 3.1% لعام 2020م ليصل إلى 5,536 مليون ريال سعودي. وقد تأثرت هوامش الربح بارتفاع تكاليف المواد الخام والأعلاف، والذي يعود بشكل رئيسي لواردات البرسيم وتكلفة العمالة، علاوة على مبادرات الصحة والسلامة التي تم تطبيقها للتعامل مع الجائحة بشكل أفضل. وقد تمكنت الشركة من تعويض الزيادة في نفقات البيع والتوزيع، والتي ارتفعت بنسبة 4.8% إلى 2,490 مليون ريال سعودي، وذلك من خلال إدارة التكاليف والتركيز على تخفيض ديون الشركة والاستفادة من انخفاض أسعار الفائدة. وفيما زادت التكاليف الناجمة عن الجائحة من الأثر السلبي على مستوى الأرباح، فقد ساهم فرض تدابير صارمة للتحكم بالتكاليف على صعيد النفقات الرأسمالية والتشغيلية، في تخفيف هذا الأثر. حيث نجحت شركة المراعي في خفض النفقات الرأسمالية بنسبة أكثر من 40% إلى 969 مليون ريال سعودي خلال العام، تركزت بشكل أساسي على أنشطة الصيانة الضرورية. نتيجة لذلك، سجّلت الشركة نموًا ملحوظًا في صافي الدخل السنوي، حيث ارتفع بنسبة 9.5% إلى 1,984 مليون ريال سعودي، بهامش قدره 12.9% (مقارنة بهامش 12.6% لعام 2019م).

نمو ملحوظ لمستوى التدفقات النقدية، وإدارة فاعلة للميزانية العامة

حقق التدفق النقدي الحر نموًا ملموسًا، حيث ارتفع بنسبة 19.3% إلى 2,830 مليون ريال سعودي في نهاية عام 2020م، مقارنة بمستويات عام 2019م عند 2,373 مليون ريال سعودي. وقد لعب هذا النمو دورًا أساسيًا في تعزيز قدرة الشركة على توفير منتجاتها للمستهلكين. نفذنا في مطلع العام خطوة هامة تمثلت في خفض الإنتاج بأحد المنشآت القائمة، بقيمة بلغت 600 مليون ريال سعودي، في خطوة احترازية هدفت لتعزيز قدرتنا التشغيلية في ظل انتشار الجائحة في أنحاء المملكة. إلا أن الشركة لم تضطر لإضافة ديون جديدة أو تخفيض عملياتها في منشآت أخرى لبقية السنة، وذلك نتيجة النمو الإيجابي في التدفق النقدي. نتوقع أن يستمر توليد التدفق النقدي بقوة في عام 2021م، بفضل خطط السيولة والتمويل التي وضعتها الشركة لدعم موقفها التشغيلي في ظل المناخ الاقتصادي السائد.

وانخفضت نسبة صافي الدين إلى الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء من 3.2 ضعف في عام 2019م إلى 2.7 ضعف في عام 2020م، فيما نواصل التزامنا بتخفيض ديون الشركة سعيًا للوصول إلى نسبة تتراوح بين 2.5 و 2.7 ضعف في الوضع المثالي، متفائلين بكوننا أحرزنا تقدمًا ممتازًا على هذا الصعيد خلال فترة 12 شهر الماضية. وحافظت شركة المراعي على التصنيفات الائتمانية بالدرجة الاستثمارية وهي BBB - من وكالة ستاندرد آند بورز، و Baa3 من وكالة موديز، حيث قدّمت كلا الوكالتين توقعات مستقرة خلال عام 2020م ولمطاع العام المالي التالي. لم تحصل الشركة على أي تمويل إضافي لعام 2020م، وعلى الرغم من ذلك فقد احتفظت بتسهيلات دعم ائتمانية ملزمة وغير ملزمة تبلغ قيمتها 5,500 مليون ريال سعودي، احتسابًا للتذبذب المحتمل في السوق.

على صعيد المخاطر الائتمانية، حقق قطاع التجزئة أداءً جيدًا جدًا على الرغم من استمرار الجائحة، فيما بقي أداء قطاع خدمات الأغذية منخفضًا مما أدى إلى تأخير التعافي، وهو ما لمسناه بوضوح خلال فترة الإغلاق. إلا أن الأوضاع بدأت بالتحسن بعد ذلك، حيث عاودت القطاعات عملها في أنحاء المملكة. وقد ساهمت الضوابط المطبّقة حاليًا في ضمان الذمم المدينة المستحقة لنا في قطاع خدمات الأغذية، والتي تُحدد فترة الائتمان فيها بثلاثين يومًا لما نسبته 65% إلى 70% من أعمال الشركة، وقد تمكنّا من تحصيل دفعات بدون فترات تأخير طويلة، كما نجحنا في تفادي التعرض لمخاطر الديون المعدومة. وبفضل النهج المبادر الذي انتهجته شركة المراعي على مدار العام، والمتمثل في متابعة الذمم المدينة عن كثب، فقد تفادت الشركة أي مخاطر ائتمانية رئيسية.

المرونة المؤسسية

تقوم شركة المراعي على مبادئ تأسيسية قوامها ”جودة تستحق الثقة“. وقد مثّلت المرونة جزءًا لا يتجزأ من الهيكل التنظيمي للشركة على مدار سنوات عديدة شهدت استثمارات استراتيجية لزيادة القدرة الإنتاجية وتطوير منشآت إنتاج عالمية. وبذلك فقد كانت الشركة مهيئة لرفع مستويات الإنتاج استجابة للطلب الاستهلاكي المتزايد الذي رافق تحولً في سلوك المستهلكين الذين اتخذوا موقفًا دفاعيًا، في ظل حالة من الفزع سادت في بداية الجائحة. وقد جاء رد فعل إدارة شركة المراعي سريعًا حيث بدأ تخطيط السيناريوهات والنتائج الاقتصادية المحتملة، وهو ما منح الشركة الحافز لبدء ترشيد نموذجها التشغيلي لتتمكن من تخفيف آثار التحديات المتوقعة.

سلسلة التوريد وإدارة المخزون

تعتبر شركة المراعي شركة تصنيع وتوزيع متكاملة رأسيًا، وهي بالتالي تملك وتتحكم بكافة مخزونات المواد والمنتجات، الأمر الذي قلل إلى حد كبير من مخاطر سلسلة التوريد على خلفية جائحة كوفيد - 19. وخلافًا لما واجهته شركات أخرى في قطاع الأغذية والمشروبات، لم يكن توفير المواد الخام مصدر قلق بالنسبة لشركة المراعي. فقد قمنا بتحديد عدد من المشاكل التي واجهها مزودون اضطروا لتأمين تسهيلات ائتمانية لتوفير المواد الخام، وهو ما أدى إلى عدد من المشاكل المتعلقة بالسيولة في السوق. ففي الأسواق الأوروبية، ومنها سوق إسبانيا، سرعان ما شكّلت السيولة عائقًا كبيرًا. وقد تمكنّا من تجاوز هذا العائق عن طريق التحول إلى الأرجنتين، وهو ما عزز انسيابية العمليات من خلال تقليل الحاجة لأكثر من مزوّد، وبالتالي ساهم في خفض التكاليف بشكل عام.

الاستعداد للمستقبل

تتمتع شركة المراعي بوضع يتيح لها تحقيق أداء مستقر خلا ل السنوات المقبلة، في ظل التقدم الملموس الذي تم إحرازه نحو تحقيق أهداف استراتيجية المراعي 2025م .على صعيد المملكة العربية السعودية، واصلت الشركة تحسين حصتها السوقية وإيراداتها في مختلف القطاعات، وسجّلت نموا ملحوظاً في سوق الكويت ومصر .فيما شهدت السوق العُمانية تراجعاً في حجم المبيعات خلال عام 2020 م، نتيجة لإطلاق شركة جديدة في قطاع منتجات الألبان، إلا أننا متفائلون بقدرتنا على خلق مساحة للمنافسة الصحية في سلطنة عُمان . وفيما تعاود المملكة العربية السعودية في عام 2021 م نشاطها الاقتصادي بشكل أقرب إلى الوضع الطبيعي، فإننا نتوقع ارتفاعًا في قطاع الخدمات الغذائية يترافق مع إعادة فتح المطاعم وعودة المستهلكين لقضاء مزيد من الأوقات خارج منازلهم .